يتم التشغيل بواسطة Blogger.
عدد زوار المدونة
اتصل بنا
للتواصل معي وطرح أي ملاحظات يرجى إرسال رسالتك على إيميلي التالي:
ambitious2000@hotmail.com
قصة الخياط حسّان
5:20 م |
مرسلة بواسطة
عبد الله محمد الشميري Abdullah Mohammed Alshamiri |
تعديل الرسالة
الخَيّاط حسّان
قِصة من الأدب البولوني
ترجمة : مصطفى حسين السنجاري
عن اللغة الكردية
يُحكى أنَّ خَيّاطاً شابّاً ، يدعى ((حسّان)) ضـــاقَتْ به الأحوالُ ، والتَفَّت عليه الشؤون والشجون ، فَقَرَّرَ ذاتَ يومٍ أنْ يُهاجِرَ طَلَباً للرّزقِ الحلال ،في أرضِ الله الواسعةِ ، لَعَلَّهُ يَحظى بحَياةٍ أفضلَ .وكان الفتى إنسانا بكلِّ معنى
الكلمةِ لِما يَتَّسِـــمُ به مِن طيــــبَةٍ وبَساطَةٍ ، وكانَ يغمرُ الآخرينَ بالمساعدةِ والعَونِ دونَ مُقابِلٍ ..
وصادَفَ في بعضِ الطَّــــــــريقِ قَفيرَ نحلٍ قد هدمهُ أحدُ الدّببةِ ، فساعدَ النحلَ على ترميمه وتشييده ، ومضى في طريقه مطمئنَّ البالِ يُشَيِّعُه هتافُ
النحلِ بالشّكرِ والعِرفانِ لهُ.. وفي اليومِ التالي مَرَّ بِجماعةٍ من النملِ فأعانهم
على ترميمِ وكرهم ، ومضى في طريقه مترَنّما ، يحلمُ بالمســــتقبلِ الزاهي
وبينما هو سائرٌ على ضفّة نهرٍ صــغير لمحَ سمكةً صغيرةً قذفَ الموجُ بها
إلى الساحل ، تجودُ بنفسها وأوشكت على الاختناق ، سرعانَ ما تناولَها بيدٍ
رحيمة ، وأعادها إلى النهر ..ليجدها تنعم بالحياةِ من جـــــــــديدٍ وتدعو له بالتوفيق .
الجميعُ شكروا حسّاناً على عظيم صنعهِ وصنيعه معهم ..وعاهدوهُ على الوفاء وتقديم العون له وقت الحاجةِ ، لكن الفتى الطّيّب كان يهزُّ برأســـــه
مبتسِماً في كلِّ مـــرّة ، ويقول في نفسه : ماذا بوسع هذه الكائنات الصغيرة أن تقدّمه لي ..؟؟!!
ومضى يكمل طريقه ، فشاهد في تلك الأثناء قصراً شاهقا يشـــبه قلعةً حصينة .. محاطاً بالبساتين الوارفة ، فتذكَّرَ قصّة مفادها : ( أنَّ عـــــجوزاً ساحرةً قد خطفت فتاة جميلةً كالقمر المنير واحتجزها في قصرها ، وقـــــد وضعت شروطا ثلاثة لتحريرها وفكّ أسرها .. وأنّ كثــــــيراً من الفرسان والشجعان تقدموا وتطوّعوا للمهمة المستحيلة لكنّهم فشلوا في ذلك.)
وفي التوّ عاهد حسّان نفسه ؛ إمّا أن ينقذَ الفتاة من براثن العجوزِ ، أو يموتَ دون ذلك .فأخذ طريق القصر بكل همّة ونشاط ..ولمحته العجـــــوز من إحدى نوافذ القصرِ ، فسخرت منه ، وضحكت على إقدامه لهــذا الأمر المستحيل ، فهي واثقة كل الثقة من شروطها التعجيزية ، وأن ليس بإمكان أحد الإيفاء بها .. وقفت الساحرة بانتظار ضحيتها لدى الباب ، وحين تمثّل
أمامها ضحكت باستهزاء وقالت :
ـــ إذن أنت قدِمتَ لتحرير الفتاة ..! يا لغبائك .. حسـنا يا فتى دون ما جئتَ من أجـــــــله ثلاثة شروط ، عليك إيفاءها على أتمّ وجه ..وبتمامها ستكون الفتاة من نصيبك .
قالَ حسّان : اتّفقنا .. هات شرطكِ الأول ..!
قالت : الليلة أنثرُ صاعاً من القمح ِ فوق هذه الرمال وعليـــــك التقاطَه وجمعه حتى الصباح.
اغتمَّ الشاب المسكين للأمر وعدَّه من الأمور المســتحيلة ، فكيف يمكن التقاط كلّ هذا الحب في الليل الحالك .. ولكن لم يمــــضِ وقت طويل حتى جاءه صوت قطع عليه تفكيره :
ـــ لا تغْتمْ يا صديقَنا الطّيّب ، نحن جماعةُ النَّملِ الذين أعنتـــــــهم ..سنقوم بالمهمّة عنك ، فنم وارتحْ .
وعند الصّباح تعجّبت العجوز من همّة الفتى , لكنها بادَرَتْهُ بشــرطِها الثاني فقالت :
ـــ سأقذِفُ بقرطَيِّ الفتاةِ في النّهرِ ..وعلَيك إحضارُهُما .
ومرّة أخرى اغتمّ الفتى حسّان وأدرَك سببَ فشلِ سابقيهِ في فكّ أســرِ الفتاةِ والفوزِ بها ..ولكنْ ثمّة َصوت آخر قطعَ عليه تفكيرَه :
ـــ أبشرْ يا صديقي الطيّب ولا تغتمْ سألتقط لك القرطين .. أنا الســمكةُ التي منحتَها حياةً جديدةً وأنقذتَها من الهلاكِ.
كادت الساحرةُ العجوزُ أنْ تَنفجِرَ من الغيظ حين ناولها حسّانُ القرطَينِ
ولم تجدْ بدّاً من طرحِ شرطِها الثالثِ والأخيرِ :
ـــ أمّا الشرط الثالث ‘ فسأعرضُ عليك اثنتا عشرةَ فتاة متشابهاتٍ ، واحدةٌ منهنّ فقط الحقيقيّة ُالتي جئتَ من أجلها ..إذا اهتديت إليها بلغتَ المُرادَ.
لم يكن الشرطُ الثالثُ بأهونَ مـــــــــن سابقَيهِ ، فكلّ الفتيات التي أمامه متشابهاتٌ في كلِّ شَيءٍ .. ومعرفةُ أيهنَّ الحقيقية تتطلّبُ الكثيرَ من الدّهاء، وحسّان لم يكن قد التقى الفتاة من قبل ، وخاف أن يكون الشـــــــرطُ الثالث حائلاً دون الوصولِ إلى غايته المنشودة ..ولكن أدرَكَتْهُ النّجْدَةُ للمرّة الثالثة وهو يسمعُ هتافَ النحل من حوله :
ـــ يا صديقنا الطيّب سنقوم عنك بالمهمّة ..وحيث وجدتنا نحوم تكون الفتاة الحقيقية .. فطب نفسا وقر عينا .
في اللحظة التي تعرّف الفتى على فتاة أحلامه ..أطلقت العجـوز صفيراً حادّاً عالياً ، وطارت من النافذة ، واختفت عن الوجود ولم يرها أحد بعــــد ذلك.. والتقى حسّان بالفتاة القمريّة ، وتزوّجها وعاشا مــعا في ثبات ونبات في ذلك القصر المنيف .
المصدر: ملتقى رابطة الواحة الثقافية
التسميات:
قصص
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات:
إرسال تعليق